واحد مكررا لا يخرج كل منها عن الانشاء، وإن لم يترتب على الأول اثر غير التأكيد في المورد القابل للتأكيد، بل يوجد المعنى بكل انشاء بوجود انشائي مستقل غير الاخر، ولا يكون من قبيل ايجاد الموجود كي ينفي كونه انشاء كما تخيله الشهيد رحمه الله في القواعد (1) ونفى كون العقد المكرر انشاء لعدم حصول الايجاد به. ونظيره صدوره ممن لا يترتب على قوله أثر شرعا وعرفا كالمجنون إذا تأتي منه القصد، فإنه لا يخرج عن الانشاء وان كان لغوا.
وبالجملة: فالانشاء عبارة عن ايجاد المعنى بوجود انشائي اعتباري غير ايجاده في عالمه المناسب له من اعتبار وواقع ولذلك كان خفيف المؤنة ولا يتوقف على ترتب اثر عقلائي عليه، كما أنه يصلح لان يسري في الصفات الحقيقية الواقعية، ولا تتوقف صحته على ثبوت تلك الصفات في نفس الامر والواقع في عالمها الخارجي (2).
ثم إنه (رحمه الله) ذكر في فائدة أخرى ان الفرق بين الانشاء والاخبار من جهتين:
إحداهما: ان مفاد الانشاء مفاد كان التامة لا مفاد كان الناقصة كما هو مفاد الخبر.
ثانيتهما: ان مفاد الانشاء يوجد ويحدث بعد أن لم يكن ومفاد الخبر يحكى به بعد أن كان أو يكون.
هذا ملخص ما أفاده (قدس سره) (3). والذي يتحصل منه انه يريد بالانشاء ايجاد المعنى باللفظ بوجود انشائي من قبيل الاعتباريات. فليكن على ذكر منك.
.