فقد اختارا أن هيئة المشتق موضوعة للذات المنتسب إليها المادة، فالمشتق على الأول يدل على نسبة المادة إلى الذات وعلى الثاني يدل على الذات المنتسب إليها المادة، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى، إن محل النزاع في أن مفهوم المشتق بسيط أو مركب إنما هو بلحاظ عالم الواقع والتحليل العقلي، لا بلحاظ عالم الادراك والتصور الساذج، وذلك لأن البساطة الادراكية تجتمع مع تركب المفهوم واقعا وحقيقة، ضرورة أن المتبادر في الذهن في مرحلة التصور من كل لفظ مفرد عند الاطلاق معنى بسيط، سواء أكان في الواقع وعالم التحليل أيضا بسيطا أم كان مركبا، وهذا بلا فرق بين المشتقات وغيرها من الألفاظ، وحينئذ فلا معنى لأن يجعل مركز البحث البساطة والتركيب بحسب التصور والادراك، لأن ذلك أمر وجداني غير قابل للبحث والنظر فيه وإقامة البرهان عليه.
ومن هنا يظهر أن ما أفاده المحقق الخراساني قدس سره - من أن معنى البساطة بحسب المفهوم وحدته إدراكا وتصورا، بحيث لا يتصور عند تصوره إلا شئ واحد لا شيئان وإن انحل بتعمل من العقل إلى شيئين كانحلال مفهوم الحجر والشجر إلى شئ له الحجرية أو الشجرية مع وضوح بساطة مفهومهما (1) - غريب جدا، لما عرفت من أن ما يصلح لأن يكون مورد البحث والنزاع هو البساطة والتركيب بحسب التحليل العقلي لا بحسب الادراك والتصور، ضرورة أن البساطة اللحاظية لا تصلح لأن تكون محورا للبحث ومركزا لتصادم الأدلة والبراهين العقلية، بل لا تقع تحت أي بحث علمي ولا فلسفي، لأن المرجع في إثباتها فهم العرف وإدراكه الوجداني، حيث إن واقعها انطباع صورة علمية واحدة في مرآة