فأنزل الله (وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم) إلى قوله (من الخاسرين). وأخرج عبد الرزاق وأحمد والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن معاوية بن حيدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " تحشرون ها هنا، وأومأ بيده إلى الشام، مشاة وركبانا وعلى وجوهكم، وتعرضون على الله وعلى أفواهكم الفدام، وأول ما يعرب عن أحدكم فخذه وكتفه، وتلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم) ". وأخرج أحمد وأبو داود الطيالسي وعبد بن حميد ومسلم وأبو داود وابن ماجة وابن حبان وابن مردويه عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى، فإن قوما قد أرداهم سوء ظنهم بالله، فقال الله (وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين).
قوله (وقيضنا لهم قرناء) أي هيأنا قرناء من الشياطين. وقال الزجاج: سببنا لهم قرناء حتى أضلوهم، وقيل سلطنا عليهم قرناء، وقيل قدرنا، والمعاني متقاربة، وأصل التقييض التيسير والهيئة، والقرناء جمع قرين، وهم الشياطين، جعلهم بمنزلة الأخلاء لهم. وقيل إن الله قيض لهم قرناء في النار، والأولى أن ذلك في الدنيا لقوله