عشر أولهم علي بن أبي طالب، وآخرهم محمد بن الحسن المهدي المنتظر، وقالوا بعصمتهم جميعا، وخالفهم في جميع ذلك المعتزلة، إلا ما نسب إلى إبراهيم بن سيار النظام من موافقتهم بذلك (١).
والإمامية يختلفون مع المعتزلة في مسائل أخر، وكان ما ذكرناه أهمها، ويتفقون معهم في مسائل أخر غيرها، من قولهم بخلق القرآن، وإنه كلام الله محدث وليس بقديم، وقولهم إن الله تعالى لا يرى لا في الدنيا ولا في الآخرة، وغير ذلك.
إلا أن اشتراكهم مع المعتزلة في بعض المقالات والاعتقادات لا يبرر القول بأنهم منهم، فللمعتزلة آراء وعقائد يتشاركون بها مع كافة فرق الإسلام، ويتفردون عنهم بعقائد وآراء أخر، كما يتمايزون بعضهم عن بعض في كثير من الآراء.
وعلى ذلك فالمرتضى لم يكن معتزليا ولا رأسا في الاعتزال، على ما يزعم الخطيب البغدادي، ولا فيه ميل أو تظاهر في الاعتزال أو هو داعية إليه على ما يذهب إليه ابن الجوزي وابن حزم الظاهري.
قال الصفدي في الوافي بالوفيات نقلا عن الخطيب البغدادي قال - يعني الخطيب -:
كتبت عنه - أي عن المرتضى - وكان رأسا في الاعتزال كثير الاطلاع والجدال.
وقال ابن الجوزي في المنتظم ٨ / ١٢٠: كان إماميا فيه ميل للاعتزال.
وقال ابن حزم في الملل والنحل على ما نقله عنه صاحب روضات الجنات ص ٣٨٧:
" ومن قول الإمامية كلها قديما وحديثا إن القرآن مبدل، زيد فيه ونقص " حاشا علي بن الحسين بن موسى (يعني الشريف المرتضى). وكان إماميا فيه تظاهر بالاعتزال، ومع ذلك كان ينكر هذا القول وكفر من قال به، وكذلك صاحباه أبو يعلى الطوسي، وأبو القاسم الرازي.
أقول: وأكثر الشيعة الإمامية على القول بتمام القرآن بلا زيادة ولا نقصان وهو ما بين الدفتين وهذا قول صادقهم.
ويكفينا في الدلالة على خلاف الإمامية مع المعتزلة، أن نذكر أن للمرتضى نفسه