وسلم يقول إن رجلا أسرف على نفسه فلقى رجلا فقال أن الآخر قتل تسعا وتسعين نفسا كلهم ظلما فهل لي من توبة قال لا فقتله وأتى آخر فقال أن الآخر قتل مائة نفس كلها ظلما فهل تجد لي من توبة فقال إن حدثتك على أن الله لا يتوب على من تاب كذبتك ههنا قوم يتعبدون فائتهم تعبد الله معهم فتوجه إليهم فمات على ذلك فاجتمعت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فبعث الله إليهم ملكا فقال قيسوا ما بين المكانين فأيهم كان أقرب فهو منهم فوجدوه أقرب إلى دير التوابين بأنملة فغفر له. رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير أبى عبد رب وهو ثقة. ورواه أبو يعلى بنحوه كذلك.
وعن أبي قيس مولى بن جمح قال سمعت أبا بلوة البلوى وكان من أصحاب الشجرة بايع النبي صلى الله عليه وسلم تحتها وأتى يوما مسجد الفسطاط فقام في الرحبة وقد كان بلغه عن عبد الله ابن عمرو بعض التشديد فقال لا تشددوا على الناس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قتل رجل من بني إسرائيل سبعا وتسعين نفسا فذهب إلى راهب فقال إني قتلت سبعا وتسعين نفسا فهل تجد لي من توبة قال لا فقتل الراهب ثم ذهب إلى راهب آخر فقال إني قتلت ثمانيا وتسعين نفسا فهل تجد لي من توبة قال لا فقتله ثم ذهب إلى الثالث فقال إني قتلت تسعا وتسعين نفسا منهم راهبا فهل تجد لي من توبة فقال لقد عملت شرا ولئن قلت إن الله ليس بغفور رحيم لقد كذبت فتب إلى الله فقال أما أنا فلا أفارقك بعد قولك فلزمه على أن لا يعصيه فكان يخدمه في ذلك فهلك رجل والثناء عليه قبيح فلما دفن قعد على قبره فبكى بكاءا شديدا ثم توفى آخر والثناء عليه حسن فلما دفن قعد على قبره فضحك ضحكا شديدا فأنكر أصحابه ذلك فاجتمعوا إلى رأسهم فقالوا كيف يأوى إليك هذا قاتل النفوس وقد صنع ما رأيت فوقع في نفسه وأنفسهم فأتى إلى صاحبهم مرة من ذلك ومعه صاحب له فكلمه فقال له ما تأمرني فقال اذهب فأوقد تنورا ففعل ثم أتاه فأخبره أن قد فعل فقال اذهب فالق نفسك فيها فلها عنه الراهب وذهب الآخر فألقى نفسه في التنور ثم استفاق الراهب فقال إني لأظن أن الرجل قد ألقى نفسه في التنور بقولي فذهب فوجده حيا في التنور يعرق فأخذ بيده فأخرجه من التور فقال ما ينبغي أن تخدمني ولكن أنا أخدمك أخبرني عن بكائك عن المتوفى الأول وعن ضحكك عن الآخر قال أما الأول فلما دفن رأيت ما يلقى به من الشر فذكرت ذنوبي فبكيت وأما الآخر فرأيت ما يلقى به من الخير فضحكت وكان بعد ذلك من عظماء بني إسرائيل.