منتهى المطلب (ط.ق) - العلامة الحلي - ج ٢ - الصفحة ٧٨٠
ذلك لم يؤثر في وداعه وبه قال عطاو احمد ومالك والثوري وأبو ثور وقال أبو حنيفة لا يعود الوداع ولو أقام شهرا أو شهرين وأكثر لأنه طاف لصدر بعد ما حل له النفر فوجب ان يجزيه كما لو نفر عقيبه واحتج الشافعي بقول النبي صلى الله عليه وآله لا ينفر واحدكم حتى يكون اخر عهده بالبيت ولأنه إذا قام خرج من أن يكون ما فعله وداعا فالعادة ولا يكون أيضا للصدر فلا يجزيه وهذا الفرع عندنا ساقط لأنه مستحب لو أخل به من رأس لم يكن عليه شئ الثالث لو كان منزله في الحرم قال أبو ثور عليه الوداع وهو قياس قول مالك والظاهر عندنا وقال أصحاب الرأي لا وداع عليهم وعن أحمد روايتان لنا انهم ينفرون ويخرجون من مكة فاستحب لهم الوداع عملا بعموم النهى عن النفر قبل الوداع احتج أبو حنيفة بان حكمهم حكم أهل مكة ولهذا سقط دم المتعة عنهم فسقط التوديع في حقهم والجواب المنع من المساواة الرابع لو اخر طواف الزيارة حتى يخرج فلا وجه انه لا يسقط استحباب طواف الوداع لأنهما عبادتان والأصل عدم تداخلها لأنه (ع) امر ان يكون اخره عهده بالبيت وقد فعل الخامس قد بينا ان طواف الوداع مستحب ولا يجب بتركه الدم والموجبون له اختلفوا في وجوب الدم والظاهر عندهم ان القريب يرجع ويطوف للوداع والبعيد يبعث بالدم وحد القرب عندهم ما نقص عن مسافة التقصير فلو رجع البيت وطاف للوداع قال قوم لا يسقط الدم لاستقراره ببلوغ مسافة التقصير وقيل يسقط اي به فلا بحث ولو رجع القريب وطاف فلا دم عليه سواء كان ممن له عذر سقط عنه الرجوع أولا لعدم استقرار الدم عليه لأنه كالحاضر ولو لم يرجع القريب لم يجب أكثر من الدم عندهم سواء تركه عمدا أو سهوا لعذر أو غيره وعندنا ان ذلك كله باطل لأنه مستحب عندنا السادس لو خرج من مكة ولم يودع يكون قد ترك الأفضل عندها فلو رجع لطواف الوداع كان ذلك اجماعا اما عندنا فلانه مستحب واما عندهم فلانه واجب إذا ثبت هذا فان رجع وهو قريب لم يخرج من الحرم فلا يجب وان رجع وقد بعد عن الحرم لم يجزيه ان يتجاوز الميقات الا محرما لأنه ليس من أهل الاعذار فيجب عليه طواف العمرة لاحرامه وسعيه ولا يجب عليه طواف الوداع عندنا هل يستحب خلافا لهم ولو رجع من دون الميقات أحرم من موضعه مسألة وكيفية الوداع ما رواه الشيخ في الصحيح عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (ع) قال إذا أردت أن يخرج من مكة وتأتي أهلك فودع البيت وطف أسبوعا وان استطعت ان تسلم الحجر الأسود والركن اليماني في كل شوط فافعل والا فافتح به واختم به وإن لم يستطع ذلك فموسع عليك ثم تأتي المسجد فتصنع عنده مثل ما صنعت يوم قدمت مكة ثم تخير لنفسك من الدعاء ثم تسلم الحجر الأسود ثم الصق بطنك البيت واحمد الله واثن عليه وصل على محمد وآله ثم قل اللهم صل على محمد عبدك و رسولك وأمينك وحبيبك ونجيك وخيرتك من خلقك اللهم كما بلغ رسالاتك وجاهد في سبيلك وصدع بأمرك فأؤدي فيك وفي جنبك حتى اتاه اليقين اللهم أقلني مفلحا منجحا مستجابا لي بأفضل ما يرجع به أحد من وحدك من المغفرة والبركة والرضوان والعافية فيما يسعني ان اطلب ان تعطي مثل الذي أعطيته أو فضل من عندك يزيدني عليه اللهم ان أمتني فاغفر لي فان أحييتني فارزقنيه من قابل اللهم لا تجعله اخر العهد من بيتك اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك حملتني على دابتك وسيرتني في بلادك حتى أدخلتني حرمك وأمنك وقد كان في حسن ظني بك ان تغفر لي ذنوبي فان كنت قد غفرت لي ذنوبي فأورد عني رضا وقربني إليك زلفى ولا تباعدني وإن كنت لم تغفر لي فمن الآن يغفر لي قبل أن ينأى عن بيتك داري فهذا وان انطر في فان كنت أذنت لي غير راغب عنكم ولا عن بيتك ولا مستبدل نك؟؟ (ولابك) اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي حتى تبلغني أهلي واكفني مؤنة عبادك وعيالي فإنك ولي من خلقك ومني ثم ايت زمزم فاشرب منها ثم اخرج فقل ابتون تائبون عابدون لربنا حامدون والي ربنا راغبون إلى ربنا راجعون وان أبا عبد الله (ع) لما ان أودعها وأراد أن يخرج من المسجد خر ساجدا عند باب المسجد طويلا ثم قال فخرج وعن إبراهيم بن أبي محمود قال أرأيت أبا الحسن (ع) ودع البيت فلما أراد أن يخرج من باب المسجد خر ساجدا ثم قام فاستقبل الكعبة ثم قال اللهم إني انقلب على لا إله إلا الله وعن علي بن مهزيار قال رأيت أبا جعفر الثاني (ع) سنة خمسة وعشرين ومأتين ووداع البيت بعد ارتفاع الشمس وطاف بالبيت سلم الركن اليماني في كل شوط فلما كان في الشوط السابع استلمه واستلم الحجر ومسح بيده ثم مسح وجهه بيده ثم أتى المقام وصلى خلفه ركعتين وخرج إلى دبر الكعبة إلى الملتزم فالتزم البيت وكشف الثوب عن بطنه ثم وقف عليه طويلا يدعوا ثم خرج من باب الشاطين؟؟ وتوجهه قال ورأيت في سنة عشر ومائتين ودع البيت ليلا يستلم الركن اليماني والحجر الأسود في كل فلما كان في الشوط السابع التزم البيت في دبر الكعبة قريبا من الركن اليماني وقوف الحجر المستطيل وكشف الثوب عن بطنه ثم أتى الحجر الأسود وقبله ومسحه وخرج إلى المقام فصلى خلفه ومضى ولم يعد إلى البيت وكان وقوفه على الملتزم بقدر ما طاف شخص أصحابنا سبعة أشواط وبعضهم ثمانية وعن قيم بن كعب قال قال أبو عبد الله (ع) انك لمدمن الحج قلت أجل قال فليكن اخر عهدك بالبيت ان تصنع يدك على الباب ويقول المسكين على بابك فتصدق عليه بالجنة مسألة والحايض لا وداع عليها ولا فدية عن طواف الوداع الفان بالحيض وهو قول عامة فقهاء الأمصار بل يستحب لها ان تودع من ادني باب من أبواب المسجد ولا تدخله اجماعا لأنه يحرم عليها دخول المساجد وروى عن عمر وابنه انهما قال أتقيم الحايض لطواف الوداع لنا ما رواه الجمهور عن ابن عباس أنه قال الآية رخص
(٧٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 775 776 777 778 779 780 781 782 783 784 785 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الصوم في نية الصوم 557
2 فيما يمسك عنه الصائم 562
3 فيما يوجب القضاء والكفارة 570
4 فيما يستحب للصائم اجتنابه 581
5 فيمن يصح منه الصوم 584
6 في الزمان الذي يصح صومه 587
7 في رؤية الهلال 587
8 في شرايط الصوم 596
9 في شروط قضاء الصوم 600
10 في احكام القضاء 602
11 في الصيام المندوبة 608
12 في صوم الاذن 614
13 في صوم التأديب 615
14 في صوم الحرام 616
15 في لواحق الصوم 618
16 في النذر 623
17 في النوادر 624
18 في شرائط الاعتكاف 628
19 في احكام الاعتكاف 633
20 كتاب الحج في مقدمات الحج 642
21 في آداب السفر 645
22 في شرائط حجة الاسلام 648
23 في أنواع الحج 659
24 في المواقيت 665
25 في احكام المواقيت 668
26 في أفعال العمرة المتمتع 671
27 في احكام الاحرام 684
28 في احكام دخول مكة 688
29 في الطواف 690
30 في كيفية الطواف 690
31 في احكام الطواف 697
32 في السعي 703
33 في كيفية السعي 704
34 في احكام السعي 706
35 في التقصير 709
36 في أفعال الحج 713
37 في الوقوف بعرفات 715
38 في كيفية الوقوف 716
39 في احكام الوقوف 719
40 في الوقوف بالمشعر 722
41 في كيفية الوقوف بالمشعر 724
42 في احكام الوقوف بالمشعر الحرام 725
43 في نزول منى ورمى الجمرات 729
44 في كيفية الرمي 730
45 في احكام الرمي 732
46 في الذبح 734
47 في كيفية الذبح 737
48 في صفات الهدي 740
49 في احكام الهدي 748
50 في الضحايا 755
51 في الحلق والتقصير 762
52 في بقية أفعال الحج 766
53 في الرجوع إلى منى 769
54 في الرمي 771
55 في النفر من منى 775
56 في الرجوع إلى مكة 778
57 في الوداع 779
58 في تروك الاحرام 781
59 في تحرير لبس الخفين 782
60 في تحريم الطيب 783
61 في تحريم الأدهان والاكتحال 787
62 في تغطية الرأس 789
63 في تحريم إزالة الشعر للمحرم 792
64 في تحريم قلم الأظفار واخراج الدم 794
65 في قتل هوام الجسد وقطع شجر الحرم 796
66 في تحريم الصيد 800
67 في تحريم الاستمتاع 808
68 في تحريم الجدال والفسوق 811
69 في كفارة المحرم وما يوجب الكفارة 812
70 في احكام المحصور والمصدود 846
71 في المحصور 850
72 في حكم الفوات 852
73 في حج النساء 854
74 في احكام العبد والصبيان والكفار في الحج 859
75 في حج النائب 860
76 في حج منذور 874
77 في احكام العمرة 876
78 في الزيارات 879
79 في زيارة النبي ص 887
80 في زيارة فاطمة وأمير المؤمنين 889
81 في زيارة ساير الأئمة (ع) 891
82 كتاب الجهاد في وجوب الجهاد وكيفيته وفضله 897
83 فيمن يجب عليه وشرائط وجوبه 899
84 في اشتراط اذن الأبوين وصاحب الدين 901
85 في الرباط 902
86 في من يجب جهاده 903
87 في أصناف الكفار 905
88 في كيفية الجهاد 907
89 في المبارزة 912
90 في عقد الأمان 913
91 في العاقد 914
92 في عبارة الأمان 915
93 في احكام الأمان 916
94 في كيفية الأمان 917
95 في احكام الغنيمة 921
96 في الغنيمة وما ينقل ويحول 922
97 في احكام الأسارى 926
98 في احكام الأرضين 934
99 في كيفية قسمة الغنائم 938
100 في احكام السلب 942
101 في كيفية القسمة 948
102 في الاسهام 951
103 في اللواحق 956
104 في احكام أهل الذمة 959
105 في وجوب الجزية ومن يؤخذ منه 959
106 في مقدار الجزية 965
107 فيما يشترط على أهل الذمة 968
108 في احكام المساكن والأبنية 971
109 في احكام المهادنة والمهاونة 973
110 في تبديل أهل الذمة ونقص العهد 979
111 في حكم من المعاهدين والمهاونين 981
112 في قتال أهل البغي 982
113 في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 991
114 في اللواحق 994
115 في التجارة 998
116 في آداب التجارة 1000
117 في محرمات التجارة 1003
118 في الاحتكار 1006
119 في احكام التجارة 1008
120 في كسب الحجام وأمثاله 1019
121 في جوائز السلطان 1024
122 في النفقة 1028
123 في طلب الرزق 1030