من قال: لا يمتنع أن يريد بالأول جميع الصلوات وخص هذه الصلاة بالذكر تعظيما لها وتأكيدا لفضلها وشرفها، كقوله: وملائكته ورسله وجبريل وميكال.
فصل:
اعلم أن الله تعالى لما حث على الطاعة بقوله: ولا تنسوا الفضل بينكم، خص بعده الصلاة بالمحافظة عليها لأنها أعظم الطاعات، فقال: حافظوا على الصلوات، أي داوموا على الصلوات المكتوبات في مواقيتها بتمام أركانها، ثم خص الوسطى تفخيما لشأنها، ثم اختلف فيها على ستة أقوال على ما ذكرنا.
وأكد من ذكر أنها الظهر بقول النبي ع: إذا زالت الشمس سبح كل شئ لربنا، فأمر الله بالصلاة في تلك الساعة وهي الساعة التي تفتح فيها أبواب السماء فلا تغلق حتى يصلى الظهر ويستجاب فيها الدعاء، وذكر أنها الجمعة يوم الجمعة، والظهر سائر الأيام.
ومن ادعى أنها العصر أكد قوله بقول النبي ع: من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله.
ومن ذكر أنها المغرب أكد قوله بقول النبي ع: إن أفضل الصلوات عند الله صلاة المغرب لم يحطها الله عن مسافر ولا مقيم فتح الله بها صلاة الليل وختم بها صلاة النهار فمن صلى المغرب وصلى بعدها ركعتين بنى الله له قصرا في الجنة ومن صلى بعدهما أربع ركعات غفر الله له ذنب عشرين أو أربعين سنة.
ومن زعم أنها صلاة العشاء الآخرة قال: لأنها بين صلاتين لا تقصران، وقال النبي ع: من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليله.
ومن قال: إنها إحدى الصلوات الخمس، لم يعينها الله وأخفاها في جملة المكتوبات كلها ليحافظوا على جميعها كما أخفى ليلة القدر في ليالي شهر رمضان واسمه الأعظم في جميع أسمائه وساعة الإجابة في ساعات الجمعة.
ومن قال: إنها صلاة الفجر، دل عليه أيضا من التنزيل بقوله: وقرآن الفجر إن قرآن