حيض فح إن رأت بعد ذلك دما بصفات الحيض فالظاهر أنه استحاضة لأن العادة مقدمة على الصفات.
وإذا رأت في أيام العادة الدم بصفات الحيض ثم رأت بصفات الاستحاضة بمقدار أقل الطهر ثم رأت ثانيا الدم بصفات الحيض فالظاهر أن الدم الأول فقط حيض دون غيره وإن كان بصفات الحيض لتقديم ما في العادة على غيرها.
الفرع الثاني الظاهر أن المبتدئة وهي التي لم تر الدم قط كما عن المشهور أو المرأة التي لم تستقر لها العادة كما عن بعض آخر تجعل ما بصفة الحيض حيضا وما بصفة الاستحاضة استحاضة فتكليفها تمييز الحيض عن غيره بالأوصاف لا الرجوع إلى الأقران أو الروايات والدليل على ذلك الروايات الدالة على تميز الحيض عن الاستحاضة بالصفات عند الاختلاط. كحسنة حفص البختري قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام امرأة فسألته عن المرأة يستمر بها الدم فلا تدري أحيض هو أو غيره قال: فقال لها: إن دم الحيض حار عبيط أسود له دفع وحرارة ودم الاستحاضة أصفر بارد (1).
ورواية إسحاق بن جرير قال: سألتني امرأة منا أن أدخلها على أبي عبد الله عليه السلام فاستأذنت لها فأذن لها فدخلت إلى أن قال: قالت: فإن الدم يستمر بها الشهر والشهرين والثلاثة كيف تصنع بالصلاة قال: تجلس أيام حيضها ثم تغتسل لكل صلاتين قالت: إن أيام حيضها تختلف عليها وكان يتقدم الحيض اليوم واليومين والثلاثة ويتأخر مثل ذلك فما علمها به قال: دم الحيض ليس به خفاء وهو دم حار تجد له حرقة ودم الاستحاضة دم فاسد بارد الحديث (2). ولكن يستفاد من بعض الأخبار أن وظيفة المبتدئة الرجوع إلى الروايات أي روايات الست أو السبع أي جعل حيضها في كل شهر ستة أيام أو سبعة أيام كمرسل يونس الطويل عن أبي عبد الله عليه السلام فإنه (عليه السلام) بعد ما بين فيه وظيفة ذات العادة و وظيفة الناسية لها قال: وأما السنة الثالثة ففي (فهي) التي ليس لها أيام متقدمة ولم تر الدم قط ورأت أول ما أدركت واستمر بها فإن سنة هذه غير سنة الأولى والثانية وذلك أن امرأة يقال لها: حمنة بنت جحش أتت رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت: إني استحضت حيضة شديدة فقال