الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٦٧
سيجئ واما الاعراض فهي تابعه في الوجود لوجود الجواهر الصورية واما نفس حركه (1) فقد علمت أنه لا هويه لها الا تجدد امر وتغيره لا المتجدد فهي نفس نسبه التجدد لا الذي بها التجدد
(1) أي الجوهرية وهي تجدد الطبيعة وانا حملنا على الجوهرية لان حركه العرضية نفس المعلول فلا يحتمل كونها علة لنفسها. ان قيل لم لا يجوز ان يقال التجدد ذاتي للحركة الوضعية والذاتي لا يعلل كما تقولون أنتم في تجدد الطبيعة فلا يثبت تجددها.
قلت ما بالعرض لا بد ان ينتهى إلى ما بالذات والاعراض كلا تابعه محضه ومنها حركه العرضية والتجدد العرضي بل هي أشد تبعية لكونها أضعف فكما ان الاعراض المقام بعضها ببعض انتهت بالآخرة إلى جوهر كذلك التجددات العرضية تنتهي بالآخرة إلى جوهر هو الطبيعة لأنها مبدء الصفات والاعراض والصور النوعية مبادئ الآثار اللواتي تختلف وقد عرفوا الطبيعة بالمبدء الأول للحركة والسكون الذاتيين.
ان قلت أرادوا انها المبدأ لوجودها.
قلت مبدء الوجود هو الله تعالى وهو الفاعل الإلهي والطبيعيون لا يعنون بالفاعل الا مبدء حركه والفواعل المباشرة ليست الا القوى والطبائع عندهم فلو كان التجدد ذاتيا للحركة العرضية وكان وجودها من الطبيعة كانت الطبيعة فاعلا إلهيا وهذا باطل بل هي فاعل طبيعي ومن المبرهنات والمتفق عليها بل كاد ان يكون من البديهيات استناد الحركات إلى الامر الداخل المختص بنوع نوع من الجسم فنفس الحركات مستنده إلى الطبيعة والوجود اجل من الاستناد إليها بخلاف ما إذا كان التجدد ذاتيا للطبيعة ووجود الطبيعة من الله إذ لا مؤثر في الوجود الا الله تعالى.
وأيضا قسموا المحرك إلى محرك هو مفيد نفس حركه وهو الطبيعة والى محرك هو مفيد وجود الذات المتحركة ووجود الذات المحركة وهو الفاعل المفارق وبالجملة يناخ راحلة الذاتية بباب الطبيعة ولدى فناء الجواهر س ره.