الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ١٨٣
حيث تغيرها بل من حيث ثباتها (1) إذ ما من شئ الا وله نحو من الثبات وإن كان ثباته ثبات التغير فتلك المعية أيضا دهرية وان اعتبرت الأمور الثابتة مع الأمور الثابتة فتلك المعية هي السرمد وليست بإزاء هذه المعية ولا التي قبلها تقدم وتأخر ولا استحالة في ذلك فان شيئا منها ليس مضايفا للمعية حتى تستلزمهما

(1) أي من حيث وجودها فقد مر في أول هذا السفر ان كل موجود وإن كان جسما أو جسمانيا بما هو موجود موضوع العلم الإلهي كما أنه بما هو جسم واقع في التغير موضوع الطبيعي وبما هو متكمم موضوع الرياضي لكن ليعلم ان الدهرية في هذه المعية أدنى من الدهرية التي في نفس المفارقات المحضة فان الدهر وعاء المفارقات والمتغيرات باعتبار جهتهما النورانية من صقع الدهريات كما أن الدهريات الثابتات من حيث انتسابها إلى الثابت السرمدي وعاء وجودها ليس هو الدهر بل انها من هذه الجهة من صقع السرمدي ووعاء وجودها السرمد ولكن سرمد الحق حق السرمدي الحق الواجب بالذات إذ السرمد يجرى مجرى الوعاء للوجود الحق الحقيقي تعالى شانه وجل بقاؤه عن التمادي الدهري فضلا عن الزماني وعن الامتداد العرضي والطولي الذي في السلاسل العرضية س ره.
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»
الفهرست