ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) *..
وللوقوف على مصادر هذه الروايات لاحظ تفسير الطبري، ج 22، ص 5 - 7، والدر المنثور: ج 5، ص 198 - 199، والروايات تربو على أربع وثلاثين رواية، ورواها من عيون الصحابة: أبو سعيد الخدري، أنس بن مالك، ابن عباس، أبو هريرة الدوسي، سعد بن أبي وقاص، واثلة بن الأسقع، أبو الحمراء أعني هلال بن حارث، أمهات المؤمنين عائشة وأم سلمة.
ورواه من أصحاب الصحاح: مسلم في صحيحه: ج 7، ص 122 - 123 و الترمذي في سننه.
ولاحظ جامع الأصول لابن الأثير ج 10، ص 103.
وبالإمعان في ما ذكرنا من النصوص تقف على ضعف قول الأستاذ حيث يقول: إن حديث الرسول جاء بصيغة الطلب، اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وهي تفيد عدم شمول الآية للأربعة وقت نزول النص، فدعا الرسول ربه بأن يشملهم أيضا بحكمه.
فإن ما ذكره الأستاذ إنما جاء في بعض صور هذا الحديث، ولكن الكثير على خلاف هذا فإن صيغة (أذهب) جاءت في قليل من النصوص والصور، وأما الأكثر فمشتمل على أن النبي جللهم تحت الكساء وتلا الآية المذكورة.
فقد أخرج مسلم عن عائشة أنها قالت: خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعليه مرط مرجل أسود فجاءه الحسن فأدخله، ثم جاءه الحسين فأدخله، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا) *.
ولو افترضنا صحة ما ورد من صيغة الطلب، فهذا لا يدل على عدم الشمول، وإنما هو دعاء على استمرار الشمول كقوله سبحانه: * (إهدنا الصراط