أحل المحظور. (1) يلاحظ عليه: أن الكتاب العزيز هو الذي فتح باب التفكير في المعارف الإلهية، فكيف يمكن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم النهي عنه، وأين هذا النهي، ومن نقله وأين يوجد؟ وأما الصحابة والتابعون لهم بإحسان كانوا على صنفين: فعلي عليه السلام وعترته وشيعته، فقد فتحوا أبواب المعارف في وجوه المسلمين، ومن سبر خطب الإمام علي عليه السلام ورسائله وكلمه القصار، أو رجع إلى أدعية الإمام زين العابدين والأحاديث المروية عن الصادقين يجد فيها كمية هائلة من البحوث القيمة حول المبدأ و المعاد، وأفعال العباد، وأما غيرهم فكانوا يمرون على المعارف ويرون أن الفريضة تلاوتها وقراءتها لا الخوض في معانيها وحقائقها، وعند ذلك فالاستدلال بسكوت قسم من السلف وإسدال الستار على تكلم الآخرين خروج عن طور الإنصاف.
ثم إذا كان خوض السابقين في هاتيك المسائل من باب الاضطرار والضرورة المبيحة للمحظور، فقد ارتفع المسوغ في هذه الأيام بعد تأليف مئات الكتب في الكلام والعقائد، فما هو المسوغ لارتكاب المؤلف للمحظور، ومخالفة النهي الصريح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟!!! والتمرد على سيرة السلف الصالح، بوضع كتاب في علم الكلام في عدة أجزاء.