ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم... " قال أبو حازم: فسمع النعمان بن أبي عياش وأنا أحدثهم بهذا الحديث فقال: هكذا سمعت سهلا يقول، فقلت: نعم قال: وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيقول: " إنهم مني " فقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول: " سحقا سحقا لمن بدل بعدي ". أخرجه البخاري ومسلم (1).
وظاهر الحديث أن المراد بقرينة " بدل بعدي " أصحابه الذين عاصروه وصحبوه وبقوا بعده مدة ثم مضوا. أخرج البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي - أو قال من أمتي - فيحلؤون عن الحوض فأقول: يا رب أصحابي، فيقول: إنه لا علم لك بما أحدثوا بعدك أنهم ارتدوا على أدبارهم القهقري (2).
ثم قال: وللبخاري: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " بينا أنا قائم على الحوض إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم. فقلت: أين؟ فقال:
إلى النار والله، فقلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقري، ثم إذا زمرة أخرى، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال لهم: هلم. فقلت إلى أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا على أدبارهم فلا أراه يخلص منهم إلا همل النعم " (3).
وظاهر الحديث بقرينة " حتى إذا عرفتهم " وقوله: " ارتدوا على أدبارهم القهقري " أن الذين أدركوا عصره وكانوا معه هم الذين يرتدون بعده.