إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي بذر فكرة الإمامة في حديث الدار عندما نزل قوله سبحانه:
* (وأنذر عشيرتك الأقربين) *. (1) ففي هذا اليوم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في علي: " إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا " (2).
ولما نزل قوله سبحانه: * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: " هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين " (3).
وفي رواية أخرى، قال: " والذي نفسي بيده أن هذا (مشير إلى علي) وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة " (4).
إن فكرة الإمامة تمخضت من حديث الثقلين وحديث السفينة وحديث الغدير إلى غير ذلك من الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإذا كان ثمة اعتراض فإنما يتوجه إلى المعرضين عن هذه الأحاديث لا إلى المتمسكين بها.
إن الذي أوقع العداوة والشقاق بين جمهور المسلمين هو معاوية وحزبه الأموي. فقد أصدر بيانا قاطعا حاسما بقتل الشيعة وقطع منحهم وبذلك أغرى الحزب الأموي ومن والاه على الخوض في دماء شيعة أهل البيت.