فأجبت، وأني تارك فيكم الثقلين: أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله وأهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض - ثم قال:
- إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن - ثم أخذ بيد علي فقال: - من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه "، قال أبو الطفيل: فقلت لزيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال: وإنه ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينه وسمعه بإذنه (1).
إن سؤال أبي الطفيل يعرب عن حقيقة مرة، وهو أنه يرى التنافي بين مضمون الحديث وعمل أكثر الأمة، فإن الحديث نص على ولايته وخلافته، وأكثر الأمة صرفتها عن علي، فلأجل ذاك عاد يتعجب ويسأل، وليس التعجب مختصا به، فهذا هو الكميت يصرح به في هاشمياته ويقول:
ويوم الدوح دوح غدير خم * أبان له الخلافة لو أطيعا ولكن الرجال تبايعوها * فلم أر مثلها خطرا مبيعا ولم أر مثل ذاك اليوم يوما * ولم أر مثله حقا أضيعا (2) ولو أردنا استقصاء مصادر الحديث وأسانيده ورواته من الصحابة والتابعين والعلماء لأحوجنا ذلك إلى تأليف مفرد، وقد قام بحمد الله أعلام العصر ومحققوه بذلك المجهود (3).
والمهم هو دلالة الحديث على الولاية العامة والخلافة الكبرى لعلي بعد الرسول، وقبل الخوض في ذلك نقدم الأمور التالية: