1 - إنه صلى الله عليه وآله وسلم قال في خطبته: " إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا - يعني عليا - مولاه " وهذا قرينة لفظية على أن المراد من " مولاه " الثانية عين المراد من " مولاه " الأولى فالمعنى أن الله أولى بي من نفسي، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ومن كنت أولى به من نفسه، فعلي أولى به من نفسه، وهذا هو معنى الولاية الكبرى للإمام.
2 - ذيل الحديث وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " وفي بعض الطرق " وانصر من نصره واخذل من خذله " فإنه صلى الله عليه وآله وسلم لما نصبه إماما على الأمة بعده، كان يعلم أن تطبيق هذا الأمر رهن توفر الجنود والأعوان، وطاعة أصحاب الولايات والعمال، مع علمه بأن في الملأ من يحسده وفيهم من يحقد عليه، وفي زمرة المنافقين من يضمر له العداء، فعاد يدعو لمن والاه ونصره، وعلى من عاداه وخذله، ليتم أمر الخلافة وليعلم الناس أن موالاته موالاة لله وأن عداءه عداؤه، والحاصل أن هذا الدعاء لا يناسب إلا من نصب زعيما للإمامة والخلافة.
3 - إنه صلى الله عليه وآله وسلم صدر كلامه بأخذ الشهادة من الحاضرين بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ثم قال: إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم، فقال: " فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه "، وهذا يدل على أن التالي، من جنس المقدم وأنه ركن من الدين كما هما ركنان.
4 - إنه صلى الله عليه وآله وسلم ذكر قبل بيان الولاية قوله: " كأني دعيت فأجبت " أو ما يقرب من ذلك، وهو يعرب عن أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يبق من عمره إلا قليل ويحاذر أن يدركه الأجل، فأراد سد الفراغ الحاصل بموته ورحلته بتنصيب علي إماما وقائدا من بعده.
هذه القرائن وغيرها الموجودة في كلامه، توجب اليقين بأن الهدف من هذا النبأ في ذلك الحشد العظيم ليس إلا إكمال الدين وإتمام النعمة من خلال ما أعلن