والشمالية بعدما كان الحيال أعم من الجهة اليمينية والشمالية، فالعمدة إثبات هذا المعنى، وقد عرفت موارد استعمال الحيال في جهة اليمين والشمال.
ودعوى أن المراد من الموصول في قوله " إلا من كان بحيال الباب " خصوص الشخص الذي يكون بحيال الباب لا الصف الذي يكون بحيال الباب فاسدة إذ لا مانع من إرادة الصف من الموصول.
والذي يؤيد ما ذكرناه من كفاية المشاهدة اليمينية والشمالية بل يدل عليه الجملة المذكورة في صدر الرواية وهي قوله عليه السلام " إن صلى قوم وبينهم وبين الإمام ما لا يتخطى فليس ذلك الإمام لهم بإمام وأي صف كان أهله يصلون بصلاة إمام وبينهم وبين الصف الذي يتقدمهم قدر ما لا يتخطى فليس تلك لهم الصلاة " (1) فإنه يستفاد من هذه الجملة أمور ثلاثة: (الأول) أن لا يكون بين مجموع المأمومين، وبين الإمام قدر ما لا يتخطى. (الثاني) أن لا يكون بين الصف المتقدم والصف المتأخر قدر ما لا يتخطى وهذان الأمران دلت عليهما الجملة بالمطابقة. (الثالث) أن لا يكون بين أجزاء الصف الواحد قدر ما لا يتخطى. وهذا الأمر دلت عليه الجملة بالملازمة إذ من البعيد عدم تعرض حكم أجزاء الصف الواحد مع تعرضه لحكم الصفوف مع الإمام والصفوف بعضها من بعض، فلا بد من أن يكون السكوت عن ذلك لأجل دلالة الجملة عليه بالملازمة، فيعتبر حينئذ في الصف الذي يكون أطول من الصف السابق أن لا يكون في جناحي الصف قدر ما لا يتخطى بالنسبة إلى أجزاء صفه وإن كان بين الجناحين وبين الصف المتقدم قدر ما لا يتخطى أو أكثر.
وفي قوله عليه السلام بعد ذلك " فإن كان بينهم سترة أو جدار... إلخ " أجمل