فهو كما ترى قد عاد وأقر بأن أبا بكر كان فيمن شرب الخمر في بيت أبي طلحة (1).
الكذب على علي " عليه السلام ":
بقي أن نشير إلى أننا نشهد لدى بعض الناس حرصا شديدا على حشر علي أمير المؤمنين " عليه السلام " في أمر مشين كهذا.. فبذلوا محاولات عديدة ومتنوعة في هذا السبيل ولكنها كانت محاولات فاشلة وعقيمة، فإن الكل يعلم: أنه " عليه السلام " قد تربى في حجر النبوة، وتهذب وتأدب منذ نعومة أظفاره بأدب الرسول الأكرم " صلى الله عليه وآله وسلم "، ولم نعهد منه إلا الامتثال والخضوع المطلق لأوامر وتوجيهات معلمه وسيده ومربيه، حتى لقد أثر عنه قوله:
" أنا عبد من عبيد محمد ".
وسيرته " عليه الصلاة السلام " خير شاهد ودليل على ما نقول، ولسوف نقرأ: أنه حينما قال له رسول الله (ص) يوم خيبر: " إذهب، ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك "، مشى " عليه السلام " هنيهة، ثم قام، ولم يلتفت للعزمة. ثم قال: على ما أقاتل الناس؟!
قال النبي (ص): قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله إلخ.. " (2).