بيته، وإنما ثمة هدف أسمى، لابد أن يساهم الجميع في العمل من أجله وفي سبيله. وهو (ص) شريك لهم في كل شئ، في السراء والضراء، والشدة والرخاء. وهو يضحي ويقدم قبل أن يطلب ذلك من غيره، بل هو يحاول أن يدفع عن غيره، ولو بأهل بيته ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
وذلك هو ما يجب أن يكون المثل الاعلى لكل صاحب هدف، ولكل سياسي وقائد. فإن عليه أن يقدم هو أولا التضحيات فإذا احتاج إلى معونة غيره، فإن طلبه منهم يكون له مبرراته، ويراه كل أحد: أنه صادق ومحقق في طلبه ذاك. وليس له أبدا أن يجلس في برجه العاجي، ثم يصدر أوامر للآخرين، دون أن يرى نفسه مسؤولا عن التحرك في اتجاه الهدف إلا في حدود الكلام وإصدار الأوامر، فإن الكلام لن يكون كافيا في تحقيق الأثر المطلوب في مجال التحرك نحو الهدف، مهما كان ذلك الهدف مقدسا، وساميا.
ج: سخرية شيبة:
لقد رأينا كيف أن شيبة يسخر من كون حمزة أسد الله وأسد رسوله، ويعتز بكونه أسد الحلفاء، مع أن مقتضي الانصاف والواقع هو عكس ذلك تماما، فقد تقدمت الإشارة إلى بعض الاهداف الوضيعة، القائمة، على أساس المنطق القبلي، والمنافع الخاصة، التي توخاها الحلفاء من حلفهم ثم هم يتوخونها من حرب بدر وغيرها..
وكلنا يعلم، وهم يعلمون: أن هدف الله ورسوله، وأسد الله من التضحيات على وجه الأرض ليس إلا إسعاد البشرية، ونجاة الانسانية إن دنيا وإن آخرة.
د: الحق الذي جعله الله للمسلمين:
ثم ما هو هذا الحق الذي أشار إليه النبي (ص) في قوله لعلي (ع)،