عن عثمان وزوجته، وأنها لما سئلت عنه قالت: " خير زوج... ". مع أن القضية كانت على العكس تماما، فان عثمان هو الذي كان يعامل زوجته معاملة غير مرضية، كما قدمنا، وفاطمة هي التي قالت عن زوجها: إنه خير زوج، ونساء قريش هن اللواتي حاولن الفتنة كما عرفت.
ولكن السياسية قد اقتضت عكس المواقف، وتزييف الحقائق، لحاجات في أنفسهم لا تخفى.
ه: أم سلمة وبنت عميس في زواج فاطمة:
1 - لقد ورد ذكر أم سلمة في بعض روايات تزويج فاطمة " عليها السلام "، مع أن أم سلمة إنما دخلت بيت النبي (ص) كزوجة له بعد هذا التزويج.
2 - وورد أيضا في عدد من الروايات ذكر لأسماء بنت عميس في هذه المناسبة، مع أن أسماء كانت حينئذ مع زوجها جعفر بن أبي طالب ذي الجناحين في الحبشة، ولم تأت إلى المدينة إلا عام خيبر.
ونقول: يمكن الإجابة عن ذلك:
أولا: بأن المقصود هو أسماء بنت يزيد الأنصارية، ولكن شهرة بنت عميس، وأنس ذهن الرواة باسمها جعلهم يضيفون عمدا من عند أنفسهم للتوضيح بزعمهم - أو عن غير عمد تبعا لسليقتهم، كلمة: " بنت عميس ". وبهذا أجاب أيضا الكنجي الشافعي (1).
وقد حصل نظير هذا الخلط بين الاسمين في رواية أخرى، تقدم الكلام حولها حين الكلام على ولادة الإمام الحسن (ع)، فإلى هناك.
ويرى الأربلي: أن التي حضرت زفاف فاطمة " عليها السلام " هي