ألف: ما جرى لزينب، وما جرى لفاطمة:
قال ابن أبي الحديد المعتزلي: " قلت: وهذا الخبر أيضا قرأته على النقيب (1) أبي جعفر رحمه الله، فقال: إذا كان رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " أباح دم هبار بن الأسود، لأنه روع زينب، فألقت ذا بطنها، فظهر الحال: أنه لو كان حيا لأباح دم من روع فاطمة حتى ألقت ذابطنها.
فقلت: أروي عنك ما يقوله قوم: إن فاطمة روعت، فألقت المحسن؟!.
فقال: لا تروه عني، ولا ترو عني بطلانه، فاني متوقف في هذا الموضع، لتعارض الاخبار عندي فيه " (2).
وهكذا، فلقد خاف أبو جعفر: من أن يتعرض لما تعرض له غيره ممن يروي فضائل أمير المؤمنين، وأهل البيت " عليهم السلام " لقد خاف على نفسه، أو لا أقل على مكانته واعتباره ومستقبله العلمي. ولا سيما إذا كانت هذه الرواية تتضمن إباحة دم عدد من كبار الصحابة؟! الذين لبعض الناس فيهم حسن ظن وتعلق عاطفي، ومحبة ظاهرة.
ب: أين روايات اسقاط المحسن؟!:
وليت شعري، أين هي تلك الأخبار في إسقاط المحسن، التي قال عنها أبو جعفر: إنها موجودة ومتعارضة؟! فها نحن لا نجد لها عينا ولا أثرا في كتبهم ومؤلفاتهم اليوم، إلا القليل مما هو من قبيل هذا التعبير الذي نحن بصدد الحديث عنه.