وجوابه كجواب سابقه. وليس هذا بأولى من العكس، بل العكس هو المتيقن، حسبما قدمنا آنفا، وفي وقعة بدر.
والمراد بالمقارفة هنا: المجامعة، كما جزم به ابن حزم وغيره.
كلام ابن بطال وغيره:
وقد علق ابن بطال على حديث المقارفة هذا بقوله:
" أراد النبي (ص) أن يحرم عثمان النزول في قبرها.
وقد كان أحق بها، لأنه كان بعلها. وفقد منهم علقا لا عوض منه، لأنه حين قال " عليه السلام ": " أيكم لم يقارف الليلة أهله " سكت عثمان، ولم يقل: أنا، لأنه كان قد قارف ليلة ماتت بعض نسائه، ولم يشغله الهم بالمصيبة، وانقطاع صهره من النبي (ص) عن المقارفة، فحرم بذلك ما كان حقا له، وكان أولى به من أبي طلحة وغيره، وهذا بين في معنى الحديث.
ولعل النبي (ص) قد كان علم ذلك بالوحي، فلم يقل له شيئا، لأنه فعل فعلا حلالا، غير أن المصيبة لم تبلغ منه مبلغا يشغله، حتى حرم ما حرم من ذلك، بتعريض دون تصريح " (1).
وقال ابن حبيب: " إن السر في إيثار أبي طلحة على عثمان: أن عثمان كان قد جامع بعض جواريه في تلك الليلة، فتلطف (ص) في منعه النزول في قبر زوجته بغير تصريح " (2).