ما سبق لأهل بدر لقلت وأيم الله: على فضل أهل بدر، لقد تتبعت من أقوام هنات وهنات فيما أحرزوا، وما أحسبها ولا أسمعها من هؤلاء القوم " (1).
بل إن كعب بن مالك يفضل ليلة العقبة على بدر، وإن كانت بدر أذكر في الناس منها (2).
نعم، هذا هو شأن بدر عندهم، وشأن غيرها. ولكنهم لم يحكموا لغير البدريين بالجنة، لأنه ليس فيهم من يهتمون بالمغفرة له وبإدخاله إلى الجنة. أو تفرض السياسة تبرير أعماله ومواقفه المخالفة للاسلام، والقرآن، والانسانية! رغم أن سعدا حسب النص المذكور آنفا يرى أن في أهل بدر من صدرت منهم هنات وهنات أنزلت من مقامهم، وخففت من ميزانهم. وهو على حق في ذلك، فإن لكثير من أهل بدر مواقف وأفاعيل غريبة وعجيبة، لسنا هنا في صدد الحديث عنها.
ابن الجوزي وحديث المغفرة للبدريين:
ويعجبني هنا ما قاله ابن الجوزي، في تعليق له على حديث المغفرة لأهل بدر، فهو يقول:
" نعوذ بالله من سوء الفهم، خصوصا من المتسمين بالعلم.
روى أحمد في مسنده: أنه تنازع أبو عبد الرحمان السلمي، وحيان بن عبد الله، فقال أبو عبد الرحمان لحيان: قد علمت ما الذي حدا صاحبك - يعني عليا - قال: ما هو؟ قال: قول النبي (ص): لعل الله