وحيشا بالحرية إن هو قتل محمدا، أو عليا، أو حمزة، ولم يذكر أبا بكر، ولمقاربة حال علي (ع) لحال النبي (ص) وجدنا النبي (ص) يخاف ويحذر عليه، ويدعو له بالسلامة والحفظ إنتهى كلام الإسكافي باختصار (1).
وقد فات الإسكافي أن يذكر بحال أبي بكر حين رأى سراقة مقبلا يجر رمحه، وسراقة رجل واحد لم تذكر عنه شجاعة (2).
ب: حراسة أبي بكر للنبي:
وأما الحديث أنه وقف بالسيف على رأس رسول الله (ص) لا يهوى أحد من المشركين بسيفه إلا أهوى إليه، فلا يمكن أن يصح أيضا وذلك للأمور التالية:
1 - إنه رغم ضعف إسناد هذه الرواية (3) يكذبها قولهم المشهور:
إن سعد بن معاذ كان مع جماعة من الأنصار يحرسون الرسول (ص) في العريش، ويضيف البعض إليهم عليا أيضا (4).
لعلهم ذكروا عليا (ع) لما تقدم، من أنه كان لا يغفل عن رسول الله (ص)، فكان يقاتل قليلا ثم يأتي إليه ليفتقده.
وإذا كان النبي وأبو بكر في داخل العريش، وهؤلاء مع ابن معاذ يحرسونهما في خارجه، فكيف وصل إليه المشركون، وكان إذا أهوى أحدهم إليه أهوى إليه أبو بكر بالسيف؟.