من المبادرة للقتال، وليس ثمة خيار آخر أمامهم.
3 - التربية النفسية:
وفي مجال آخر نشير إلى:
ألف: لقد كان هدف المسلمين أولا هو الحصول على المال، فأراد الله ورسوله أن يرتفع بهم عن هذا الهدف الدنيوي إلى ما هو أغلى، وأعلى، وأسمى. وإلا فإن قريشا أيضا قد كانت تهدف من وراء جمعها الجموع، وإثارة الحرب إلى أهداف دنيوية، اقتصادية، واجتماعية، وسياسية أيضا.
ب: لقد كان لحرب بدر أثرها في بث روح الاعتماد على النفس، ومواجهة المسؤوليات بصلابة وشجاعة، حيث لا بد من قتل فراعنة قريش، وإفناء صناديدها وأسرهم (ليقضي الله أمرا كان مفعولا)، ثم التهيؤ لحرب العرب والعجم بعد ذلك.
4 - نظرة في الآراء حول الحرب:
ويلاحظ: أن أكثر المؤرخين قد حذفوا كلام عمر وأبي بكر هنا، واكتفوا بقولهم: قام أبو بكر فأحسن، ثم قام عمر فأحسن، ثم قال المقداد كذا وكذا (1). وربما ينسبون إلى بعضهم كلاما آخر لا ربط له بسؤال النبي " صلى الله عليه وآله " أصلا.
وأما الفقرات التي نقلناها عنهما فلم تعجب الكثيرين من المؤرخين، فأضربوا عنها صفحا بالطريقة المشار إليها آنفا.
ولكن من الواضح: أن سرور النبي (ص) بكلام المقداد، ودعاءه له يدل على أن كلاهما (أعني أبا بكر وعمر) لم يكن منسجما مع ما كان