ويقولون: إن حامل الكتاب كان عمرو بن أمية الضمري (1).
ولكن ذلك محل شك، فإن عمرا لم يكن قد أسلم بعد، لأنه إنما أسلم بعد أحد (2) وهو إنما حمل كتابا آخر أرسله النبي (ص) سنة ست أو سبع، كما سيأتي إن شاء الله تعالى (3).
وعلى كل حال، فقد رفض النجاشي طلب عمرو بن العاص، فرجع من مهمته خائبا خاسرا، لان المسلمين كانوا عند ملك لا يظلم عنده أحد، على حد تعبيره (ص) عنه حسبما تقدم.
ولان النجاشي كان مسلما سرا، كما يظهر من فرحه بنتائج حرب بدر.
هذا، وتذكر هنا أمور تدل على إسلام عمرو بن العاص حينئذ، وقد أضربنا عنها، لان من الثابت أنه لم يسلم إلا بعد سنوات من ذلك، وإنما يراد إثبات فضيلة له لا تثبت.
نهاية أبي لهب:
وبعد واقعة بدر بأيام كانت نهاية أبي لهب لعنه الله تعالى، فقد أصيب بالعدسة، فقتلته. وهي بثرة من جنس الطاعون، تخرج في موضع من الجسد، تقتل صاحبها غالبا.
وقد تركه إبناه ليلتين، أو ثلاثا بلا دفن، حتى أنتن، وعابهم البعض على ذلك، فاستحيوا، ودفنوه بأن وضعوه إلى جنب جدار، ثم قذفوا