ولماذا اختص ذلك بالعربية دون غيرها؟!.
الدوافع الحقيقية:
وبعد ما تقدم، فإننا إذا أردنا أن نجيب على التساؤل حول السبب في كل ذلك، ودوافعه، وآثاره، فإننا نقول:
إن زواجه (ص) المتعدد هذا، قد كان لدوافع سياسية، واحكامية، وإنسانية، وانطلاقا من مصلحة الاسلام العليا.
وتوضيح ذلك قدر الامكان يكون في ضمن النقاط التالية:
1 - إن بعض موارد ذلك الزواج كانت دوافعه إنسانية بحتة، لكون تلك المرأة قد أسلمت وهاجرت، ثم توفي أو قتل عنها زوجها، ولا سبيل لها إلى الرجوع إلى أهلها المشركين، لأنها لا تستطيع أن تقاوم ضغوطهم النفسية والمادية عليها.
هذا إن تتعرض للتعذيب الجسدي الوحشي، فيما لو أرادت أن تحتفظ بدينها وعقيدتها فيما بينهم، ولا معيل ولا كفيل لها في هذا المجتمع الجديد، كما كان الحال بالنسبة لسودة بنت زمعة التي كانت مسنة، ويزيد عمرها على الخمسين عاما، وكذا الحال بالنسبة لزينب بنت خزيمة.
هذا بالإضافة إلى أن تأيمها سيطلق الألسنة والأهواء في حقها وفي اتهاما، ويجعلها تتعرض لضغوط، وحتى إلى إغراءات، ربما لا تناسبها ولا تناسب موقعها ومصيرها في هذا المجتمع الغريب عنها. هذا إن لم يؤد ذلك إلى أزمات نفسية، وحتى قبلية لا مبرر لها.
فخير كافل، وخير معين، وحافظ وولي لها، هو النبي الأكرم " صلى الله عليه وآله وسلم "، إلا إذا وفق الله وتزوجها بعض خيار أصحابه (ص)