أضف إلى ذلك كله أن كلام رسول الله (ص) كان عاما للجميع:
للأنصار والمهاجرين على حد سواء، كما أن المهاجرين كانوا كالأنصار من حيث إنهم لم يبايعوه على الحرب.
٥ - سر سروره (ص) بكلام سعد والمقداد:
وإن التأمل في كلام سعد بن معاذ والمقداد يفيد: أنهما لم يشيرا عليه لا بالحرب، ولا بالسلام، بل ما زادا على أن أظهرا التسليم والانقياد لأوامر النبي (ص) ونواهيه، وما يقضيه في الأمور. إنهما لم يبديا رأيا، ولا قدما بين يديه أمرا. وهذا هو منتهى الايمان، وغاية الاخلاص والتسليم، وقمة الوعي لموقعهما، ووظائفهما، وما ينبغي لهما.
فهما ما كانا يريان لأنفسهما قيمة في مقابل قضاء الله ورسوله على حد قوله تعالى: ﴿وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم﴾ (1). وقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله، واتقوا الله إن الله سميع عليم) (2).
ولهذا الايمان العميق، والتسليم المطلق، كان سرور رسول الله واستبشاره صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين.
6 - أين رأي علي (ع)؟!
ويلاحظ هنا: أننا لا نجد عليا في هذا المقام يبدي رأيا، ولا يبادر إلى موقف، أو مشورة، مع أنه رجل الحكمة، ومعدن العلم، فما هو السر