واحتمال البعض أن يكون أراد: أنه قتل هذا الذي من قبيلة أمه، ويعد الناس كل أفراد قبيلة الام أخوالا، كما قال الشاعر:
ولو أني بليت بهاشمي * خؤولته بني عبد المدان هذا الاحتمال خلاف الظاهر المتبادر من كلمة " خالي " فإن إطلاق كلمة أخوال على القبيلة لا يلزم منه صحة أن يقول الشخص: فلان خالي، وهو ليس بخاله حقيقة، فيصح قولهم: بنو مخزوم أخوالنا، ولا يصح أن يقال: فلان المخزومي خالي، لان هذا الثاني ينصرف إلى الخؤولة الحقيقية.
بل لقد أنكر البعض أن تكون حنتمة مخزومية أصلا، وقالوا: إن هاشما وجدها مرمية في الطريق، فأخذها، ورباها، ثم زوجها الخطاب، وإنما نسبت إلى هاشم بالتبني والتربية، كما هو عادة العرب (1).
ما هو الصحيح اذن؟
ولعل الأقرب إلى الاعتبار، والمنسجم مع الوقائع، والأجواء السياسية، والاحداث، هو الرواية التي ذكرها المعتزلي، والشيخ المفيد، وملخصها:
أن عثمان بن عفان، وسعيد بن العاص، حضرا عند عمر أيام خلافته، فصار عثمان إلى مجلسه الذي يشتهيه، ومال سعيد إلى ناحية، فنظر إليه عمر وقال:
مالي أراك معرضا؟ كأني قتلت أباك؟ إني لم أقتله، ولكن قتله أبو حسن. وفي رواية المفيد، أنه قال: فلما رأيت ذلك (يعني هياجه للحرب)