الذي كان واليا لعثمان على الكوفة، فشرب الخمر، وزادهم في الصلاة وهو سكران!! وهو من الصحابة!!. فليتأمل إذن في دعوى البعض عدالة كل صحابي، وقد تكلمنا عن هذا الموضوع بصورة موجزة في بعض بحوثنا (1).
ويعتبر قول النبي (ص) هذا عن الصبية بمثابة إخبار عن الغيب الذي أطلعه الله عليه، حيث عرفه تعالى أنه ليس في أولئك الصبية أحد يستحق الكرامة والنعمة. ولكن قد شاءت السياسة والعصبية تحكيم هؤلاء الصبية في أموال الناس وأعراضهم ودمائهم، وجعلهم الحكام، والمخططين للسياسة في الخلافة المغتصبة من أصحابها الشرعيين. ثم احتلوا مكانا عظيما في عقائد الناس، حيث فرضوا على الناس لزوم الاعتقاد بعدالة هؤلاء، مهما اجترحوا من السيئات وكانوا من الاثمين!!.
ج: الطعن في نسب عقبة!:
وإنما قال له النبي (ص): إنما أنت علج من أهل صفورية، أو نحو ذلك - مع أنه (ص) لم يكن سبابا ولا فاحشا، ولا متفحشا -، من أجل أن يعلم الناس بعدم صوابية ما يدعيه، وعدم صحة تقريب الهيئة الحاكمة لأبنائه، وقد ولتهم جلائل الأعمال، على أساس هذه القربى المدعاة، وليجعلوا من ثم مال الله دولا، وعباده خولا، وليكونوا مصدرا للفتن والمؤامرات، كما كان الحال بالنسبة للوليد الفاسق، وغيره من الولاة والمقربين للهيئة الحاكمة باسم الدين والاسلام. على أن حكمها لم يكن إلا حكم القبيلة والعشيرة، وحكم الجاهلية بالتعبير الأدق والأوفى.
د: إنكار قتل النضر بن الحارث في بدر:
ويذكر ابن سلام: أن ابن جعدبة الذي كان ينكر قتل أبي عزة