أبواب المهاجرين فقط:
ومن الواضح: أن البيوت التي كانت شارعة في المسجد إنما هي أبواب بيوت المهاجرين، ويؤيد ذلك ما روي في حديث مناشدة علي " عليه السلام " لأهل الشورى، حيث يقول: " أكان أحد مطهرا في كتاب الله غيري، حين سد النبي (ص) أبواب المهاجرين، وفتح بابي؟! " (1).
بيت علي أم النبي:
وأما محاولة فضل بن روزبهان إيهام، أن بيت كان للنبي، وكان علي (ع) ساكنا في بيت النبي (ص)، حيث قال: " كان المسجد في عهد رسول الله (ص)، وكان علي ساكنا بيت رسول الله (ص)، لمكان ابنته إلخ. ".
فهي محاولة فاشلة: وذلك لان الاخبار قد صرحت بأن الباب لعلي، حتى تكلم الناس في استثناء بابه. ولو كان الباب للنبي (ص) لما كان ثمة مجال لكلامهم، واعتراضهم، وحسدهم.
(أقول: بل لا مجال لاستثنائه أصلا، لان النبي أمرهم بسد أبوابهم، أما الباب الذي له فهو يعرف وظيفته، وتكليفه فيه).
وواضح: أن هدف ابن روزبهان، هو أن يجعل المستثنى هو باب رسول الله (ص)، لان البيت كان له. إذن فلا يكون لعلي (ع) فضل.
فالهدف الأول والأخير له - بحسب ما يظهر من كلامه - هو إنكار فضائل علي " عليه السلام " (2). ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره ويظهر دينه، وينصر ويعز وليه.