حسابها، فإن غيرتها لربما توقعها فيما لا تحب، وتكون سببا في أذى النبي، أو عدم راحته. وكونها مصبية لربما يعيقها عن القيام بواجباتها تجاه رسول الله (ص) على النحو الأكمل والأفضل.
وقد كانت أم سلمة موصوفة بالجمال البارع، والعقل الراجح، والرأي الصائب (1). وكانت من أجمل الناس (2). ولأجل ذلك نجد عائشة تقول: لما تزوج رسول الله (ص) أم سلمة حزنت حزنا شديدا، لما علمت من جمالها، فتلطفت حتى رأيتها، فرأيت والله أضعاف ما وصفت من الحسن والجمال، فذكرت ذلك لحفصة، وكانتا يدا واحدة إلخ (3).
ثم ذكرت أن حفصة قد حاولت التخفيف من هموم رفيقتها في هذا المجال.
ولكن الظاهر: أن ذكر حفصة هنا كان في غير محله، لأن الظاهر أنه (ص) قد تزوجها بعد أم سلمة كما سيأتي. فلابد أن تكون قد ذكرت لها ذلك، حين لم تكن حفصة زوجة له (ص)، أو أن غير حفصة هي صاحبة القضية مع عائشة.
وثمة موارد أخرى تدخل في هذا المجال، ذكرها ابن سعد في طبقاته وغيره لا مجال لايرادها.
أم سلمة على العهد:
لقد كانت أم سلمة خير زوج لرسول الله (ص)، وبقيت بعده على العهد، لم تغير ولم تبدل، وقرت في بيتها كما أمرها الله، وناصرت وصي