السلام " إلى درجة من الكفاية، حتى إنهم ليردون بعض العطاء.
وكيف لا يصلون إلى هذه الدرجة، وأمير المؤمنين هو الذي يقول:
" أنا أهنت الدنيا " (1)؟
وسيرته في بيت مال المسلمين أشهر من أن تحتاج إلى بيان؟!.
بينما نجد في عهد غيره: أن البعض ربما لا يجد ما يستر به نفسه، سوى رقعتين، يجمع إحداهما على فرجه، والاخرى على دبره، فكان يدعى: ذا الرقعتين (2).
ملاحظة هامة: الخمس، والطبقية:
وقد يطرح هنا سؤال، وهو: هل صحيح أن تشريع الخمس لآل الرسول معناه تبني مبدأ الطبقية، والالتزام به؟! بل هو قبول بمبدأ التمييز العنصري، كما يحلو للبعض أن يقول؟.
والجواب: أن المستفاد من الروايات أن الخمس ملك لله ولرسوله، وللامام (ع)، والباقون من الأصناف المذكورة في الآية إنما هم موارد صرفه. وفي الحقيقة فقد اعتبر الله فقراء العترة من عائلة الإمام (ع)، فإن لم تكفهم سهامهم أتمها من عنده، وإن بقي من سهامهم شئ كان الباقي للإمام (ع)، ويصرف الامام الخمس فيما ينوبه مما فيه حفظ كيان الدين وحفظ شؤون المسلمين.
والمال الذي يعطى لهؤلاء لا يعني سوى سد حاجتهم المادية، بعد أن حرمت عليهم الزكاة، كما كانت الزكاة لسد الحاجة المادية لغيرهم،