أساس فعله، عدم الالتفات إلى فعل النبي وقوله وتقريره!!
نعم، لقد استنبط الحلبي كل هذه الأحكام من الحديث الشريف الذي عبر بكلمة: " " لعل " فليت شعري: كم كان سوف يستنبط من الاحكام لو أنه ثبت لديه الجزم بالمغفرة لهم كما ذكرته رواية أخرى؟! " ولكن الحقيقة هي أن حديث المغفرة لأهل بدر - لو صح - فلم يكن فيه كلمة " اعملوا ما شئتم ". والمغفرة إنما هي بالنسبة لما سبق لهم من ذنب، وإذا كانت هذه الفقرة ثابتة كان المراد بها: فليستأنفوا العمل، فلسوف يجازون بحسب ما يعملونه فيما يأتي، لا أن المغفرة تكون بالنسبة لما سوف يقترفونه بعد ذلك أيضا.
ولو كان قوله: " اعملوا ما شئتم " ثابتا ويراد به المغفرة للذنوب الآتية أيضا، لأحتج به قدامة على عمر، ليدرأ الحد عن نفسه. ولأحتج أيضا بموقف النبي (ص) من حاطب، كما أن من الصعب على عمر نفسه أن يقدم على مخالفة أمر نبوي بهذا الوضوح والمعروفية (1).
هذا كله بالإضافة إلى أن شيوع هذه الفقرة عن النبي (ص) بما لها من هذا المعنى الذي يدعيه هؤلاء، يلائم المصالح السياسية في أحيان كثيرة، الامر الذي يقوي الظن بأن للسياسة يدا في تأكيد ونشر هذا المعنى.
من هم أفضل من أهل بدر:
ونسجل هنا: أننا نجد سعد بن أبي وقاص يكاد يفضل جيشه في حرب المدائن على أهل بدر، فيقول: " والله، إن الجيش لذو أمانة، ولولا