أبو بكر، فلم يخبر بقاتله، فكان إذا دخل الحرب لا يدرون هل يقتل أولا، ومن هذه حالته يقاسي من التعب ما لا يقاسيه غيره.
ومما يدل على شجاعته تصميمه على حرب مانعي الزكاة، مع تثبيط عمر له عن ذلك.
وأنه حين توفي الرسول (ص) طاشت العقول، وأقعد علي، وأخرس عثمان، وكان أبو بكر أثبتهم.
وأما كونه لم يشتهر عنه في الحروب ما اشتهر عن علي، فلان النبي (ص) كان يمنعه عن مبارزة الشجعان (1).
ويقول دحلان: " إن الشجاعة والثبات في الامر هما الأهمان في أمر الإمامة، لا سيما في ذلك الوقت المحتاج فيه إلى قتال أهل الردة وغيرهم " (2).
وقالوا أيضا: " أبو بكر كان مع النبي (ص) على العريش يوم بدر، مقامه مقام الرئيس، والرئيس ينهزم به الجيش، وعلي مقامه مقام مبارز، والمبارز لا ينهزم به الجيش " (3).
هذا كل ما عند القوم من الأدلة على أشجعية أبي بكر من سائر الصحابة، حتى علي " عليه السلام ".
عدم صحة ما تقدم:
ونحن نقطع بعدم صحة كل ما تقدم، أو عدم دلالته، وبيان ذلك