تظهر بشاعة وفظاعة تلك الجريمة التي ارتكبها يزيد، ومن معه من الأمويين وأذنابهم.
5 - حفصة في بيت النبي (ص):
وفي السنة الثالثة، وقال أبو عبيدة في الثانية، في شهر شعبان، عقد النبي (ص) على حفصة بعد انقضاء عدتها، بعد وفاة زوجها السابق خنيس بن حذافة، المقتول في بدر، أو أحد، أو بعدها.
والأرجح الأول، أي أنه (ص) قد عقد عليها في السنة الثالثة، لان بعض الروايات تصرح بأن عمر قد عرض حفصة على عثمان " متوفى رقية بنت النبي " (1).
ورقية إنما توفيت بعد بدر، أو في ذي الحجة - كما تقدم وهو الذي رجحناه.
وتقول بعض الروايات: إن عمر عرض حفصة على عثمان وأبي بكر، فلم يجيباه إلى ما طلب، فشكا ذلك إلى رسول الله (ص)، فقال له:
إن الله عز وجل قد زوج عثمان خيرا من ابنتك، وزوج ابنتك خيرا من عثمان.
وهذه الروية وإن كانت صريحة في أن أم كلثوم أفضل من حفصة، وتلقي ظلالا من الشك حول ما ينسب إلى حفصة من الفضل. بالإضافة إلى أن سيرة حياتها وسلوكها مع النبي (ص) وبعده، تجعل الباحث يميل إلى ضد ذلك الذي ينسبه محبوها إليها.
إلا أننا نجد: أن عرض عمر ابنته على أبي بكر، وعثمان، غير مألوف، ولا معروف من الاباء، ولا ينسجم مع طبيعة العربي، وغروره،