الشهداء من الأنصار:
ومع أن المهاجرين كانوا يمثلون خمس أو ربع الجيش الاسلامي في بدر، إلا أن الشهداء من المهاجرين كانوا بالنسبة إلى شهداء الأنصار بنسبة واحد إلى أقل من اثنين أو ثلاثة على اختلاف النقل، مع أن الامر كان يجب أن يكون أكثر من ذلك بكثير إذا لوحظت الكمية العددية.
كلام للعلامة الطباطبائي حول آية التخفيف:
وللعلامة الطباطبائي كلام هام يرتبط فيما نحن فيه، لا بأس بإيراد موجز عنه، وهو:
قال تعالى: ﴿يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال، إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين، وإن يكن منكم مئة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون.
الان خفف الله عنكم، وعلم أن فيكم ضعفا، فإن يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين، وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله، والله مع الصابرين. ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض، تريدون عرض الدنيا، والله يريد الآخرة، والله عزيز حكيم﴾ (1).
فعلل تعالى غلبة العشرين على المئتين بأن المئتين لا يفقهون، والعشرون يفقهون.
وذلك لان المؤمنين إنما يقدمون عن إيمان بالله تعالى، وهذا الايمان قوة لا تدانيها قوة، لأنه قائم على الفقه الصحيح، الموجب لتحليم بكل السجايا الفاضلة، كالشجاعة، والشهامة، والجرأة، والاستقامة، والوقار، والطمأنينة، والثقة به تعالى، واليقين بأنه مقدم على