وحمزة وعبيدة: " فاطلبوا بحقكم الذي جعله الله لكم "؟ أليس هو حق حرية الرأي والعقيدة، وحق الدفاع عن دين الله، وعن النفس، ورد البغي والعدوان؟ في مقابل القرشيين الذين عذبوهم، وأخرجوهم من ديارهم، وسلبوا أموالهم، بل وقتلوا منهم من قتلوا، وبغوا عليهم أقبح البغي؟!.
وخلاصة الامر: إنهم يريدون أن يعيشوا أحرارا، وأن يدافعوا عن دين الله في مقابل من يريد الاستمرار في الانحراف والتعدي. وللمظلوم حق في أن يطالب بإنصافه من ظالمه، والباغي عليه، ولا سيما بعد أن عرض النبي (ص) على قريش تلك الخيارات المتقدم ذكرها، فلم ترعو عن غيها. بل أرادت إطفاء نور الله، وأصرت على حرب المسلمين وإذلالهم، قال تعالى:
﴿أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا، وإن الله على نصرهم لقدير، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا: ربنا الله﴾ (1).
المعركة في ضرامها:
ولما رأى أبو جهل مقتل عتبة وشيبة والوليد، حاول إنقاذ الموقف، فقال: لا تجعلوا، ولا تبطروا، كما بطر ابنا ربيعة. عليكم بأهل يثرب فاجزروهم جزرا، وعليكم بقريش، فخذوهم أخذا، حتى ندخلهم مكة، فنعرفهم ضلالتهم التي هم عليها.
ويذكر ابن عباس، في قوله تعالى: (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى): أن النبي (ص) - بأمر من جبرئيل - قال لعلي (ع): ناولني كفا من حصباء، فناوله كفا من حصباء (وفي رواية: عليه تراب) فرمى به في وجوه