جسده، والمواضع التي صلى فيها، فهل كان نبيهم أعز عليهم من ربهم؟!
أو حتى من عثمان؟! وهو الذي تؤيده السياسة على مر العصور، أما النبي فقد كانت ثمة محاولات لطمس اسمه، ومحو آثاره، كما اتضح في الجزء الأول من هذا الكتاب.
وكم كنت أود لو أنني أرى خط الرحمن، كيف هو؟ وأقارن بينه وبين قواعد الخطوط الموجودة على الأرض، لكي أرى إن كان يستطيع أن يضارع ما أنتجه الخطاطون البارعون من مخلوقاته؟!!.
ولست أدري أيضا: أين كان الأمويون عن هذه الفضيلة العظيمة، لشيخهم وخليفتهم؟!. ولم لم يظهروا تلك الدراهم للمباهاة بها؟ أو على الأقل: لم لم يذكروا الناس بدعوات النبي (ص) له؟ حسب الرواية الأخرى التي تقول: إن عثمان قد اشترى الدرع من علي، فجاء به علي (ع) وبالمال إلى النبي (ص)، فدعا له بدعوات. مع أنهم كانوا بأمس الحاجة إلى ذلك، في صراعهم ضد علي (ع)، وضد الصحابة الأخيار، الذين كانوا في المدينة حين قتل عثمان، ولم يحركوا ساكنا، أو أنهم شاركوا في قتله، أو في التأليب عليه.
ولربما نتكلم عن نفقات عثمان في مثل هذا السبيل حين الكلام عن تجهيز جيش العسرة في غزوة تبوك إن شاء الله، كما أننا قد ألمحنا إلى ذلك من قبل، حين الحديث حول وقف بئر رومة.
ز: أخوة علي:
وجاء أنه لما تزوج علي " عليه السلام " فاطمة، أمر (ص) عليا أن لا يحدث حدثا حتى يأتيه، ثم جاء (ص)، فقال: أثم أخي؟!.
فقالت أم أيمن: يا رسول الله، هذا أخوك وزوجته ابنتك؟! وكان النبي (ص) آخى بين أصحابه وآخى بين علي ونفسه.