إذا كانت في خدمة الهدف الأعظم وهو الدين ".
3 - إن قتلهم جزاء أعمالهم إن لم يقبلوا الاسلام يكون أيضا ضربة عسكرية وروحية موفقة لقريش، وإضعافا لشوكة المشركين بصورة عامة، وتشريدا لمن خلفهم من اليهود ومن مشركي العرب، من غطفان، وهوازن، وثقيف، وغيرهم.
وقد اتضح للجميع أنه إذا كان النبي (ص) لا يحابي قومه على حساب دينه وعقيدته، وقد قتلهم، لانهم أرادوا أن يمنعوه من أداء رسالته، ويطفئوا نور الله، فإنه سوف لا يحابي غيرهم، إذا أرادوا أن يطفئوا نور الله، وأن يقفوا في وجه دعوته ودينه.
وهذا سوف يؤثر في بث اليأس في قلوب اليهود، وقريش والمشركين في جزيرة العرب كافة، ولسوف يسهل على النبي (ص): أن يقنعهم بأن من الأفضل لهم أن يتركوا محاولاتهم العدوانية جانبا، فإن الوقوف في وجه الدعوة سوف لا يكون حصاده إلا الدمار والفناء لهم.
4 - ثم إن قتلهم سوف يطمئن الأنصار إلى أن النبي (ص) سوف لن يصالح قومه، ولن يعود إليهم ما داموا مصرين على شركهم. وبالتالي فهو لن يترك الأنصار ولن يتخلى عنهم، لأنه يعتبر - انطلاقا من تعاليم دينه - أن رابطة الدين هي الأقوى، ولا قرابة فوق قرابة العقيدة، ولا نسب ولا رحم فوق نسب الاسلام والايمان. ولذلك فلا مجال لان تساور الوساوس والمخاوف نفوس الأنصار، وهي ما عبروا عنه في بيعة العقبة، وبعد ذلك في فتح مكة، من أنه ربما يصالح قومه، أو ربما أدركته رغبة في قومه.
مع موقف عمر من الاسرى:
إننا نلاحظ: