في ذلك يا ترى؟!
ونقول في الجواب: إن موقف علي (ع) هو موقف نفس النبي (ص). وقد وصفه الله سبحانه وتعالى في آية المباهلة بأنه نفس النبي، فقال: (فقل: تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم، ونساءنا ونساءكم، وأنفسنا وأنفسكم).
أضف إلى ذلك: أن عليا (ع) لم يكن ليتقدم بين يدي الله ورسوله في شئ وقد كان يرى أن من واجبه السكوت، والتسليم، والرضا بما قضاه الله ورسوله، ولا يجد في نفسه أي حرج من ذلك.
الحباب ذو الرأي:
ويروون: أن رسول الله (ص) نزل أدنى ماء ببدر، فأشار عليه الحباب بن المنذر بأن ينزل أدنى ماء من القوم، ثم يصنع حوضا للماء، ويغور سائر القلب، فيشرب المسلمون، ولا يشرب المشركون. ففعل الرسول (ص) ذلك، ثم صوب رأي الحباب.
فسمي الحباب حينئذ: " الحباب ذو الرأي " (1).
ولكن هذه الرواية لا تصح، وذلك:
أولا: إنه قد دل الدليل على أن النبي (ص) مصيب في كل ما يفعل ويرتأي، ولا يصغى لما يقال من جواز الخطأ عليه في الأمور الدنيوية، فإنه مما يدفعه العقل والنقل. (وسيأتي البحث عن أن العصمة عن الخطأ والنسيان اختيارية عن قريب إن شاء الله تعالى).