الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٥ - الصفحة ١٠٩
ذلك وتحقق ما أوعدهم به (ص) في واقعة أحد، كما سنرى (1).
وتقرر الامر على الفداء، وجعل فداء كل أسير من ألف إلى أربعة آلاف، وصارت قريش تبعث بالفداء أولا بأول. وأعطى (ص) كل رجل من أصحابه الأسير الذي أسر، فكان هو يفاديه بنفسه (2).
وفي بعض النصوص: أن سهيل بن عمرو جاء بفداء أسرى بدر، فطلب منه (ص) أن يخبره بما تريد قريش في غزوة (3).
هذا بعض ما نطمئن إلى صحته من النصوص التاريخية هنا.
لو نزل العذاب ما نجا إلا ابن الخطاب:
ولكننا نجد روايات أخرى تقرر عكس ما ذكر آنفا، وتقول: إنه (ص) مال إلى رأي أبي بكر، بل وانزعج من مشورة عمر، فنزل القرآن بمخالفة وموافقة عمر، فلما كان من الغد، غدا عمر على رسول الله، فإذا هو وأبو بكر يبكيان، فسأل عن سبب ذلك، فقال الرسول (ص): إن كاد ليمسنا في خلاف ابن الخطاب عذاب عظيم، لو نزل عذاب ما أفلت منه

(١) راجع هذه النصوص في المصادر التالية، وإن كان كثير منها يذكر أنه (ص) قد مال إلى قول أبي بكر، وبعضها يذكر أنه لم يرد إلا قتلهم فراجع: الطبري ج ١ ص ١٦٩، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ١٩٠، وصحيح مسلم ج ٥ ص ١٥٧، والبحار ج ١٩، وأسباب النزول للواحدي ص ١٣٧، وحياة الصحابة ج ٢ ص ٤٢، وكنز العمال ج ٥ ص ٢٦٥ عن أحمد ومسلم، والترمذي، وأبي داود، وابن أبي شبية، وأبي عوانة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وأبي الشيخ، وابن مردويه، وأبي نعيم، والبيهقي. والدر المنثور ج ٣ ص ٢٠١ - 203، ومشكل الآثار ج 4 ص 291 و 292، ومغازي الواقدي ج 1 ص 107 و 108، والكامل لابن الأثير ج 2 ص 136.
(2) المصنف ج 5 ص 211.
(3) المصدر السابق.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست