وقد ذكر الله تعالى ذلك في قرآنه المجيد، فهو يقول: ﴿وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم، وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم، ويريد الله أن يحق الحق بكلماته، ويقطع دابر الكافرين﴾ (1).
وقبل أن نمضي في الحديث نشير إلى الأمور التالية:
1 - استشارة النبي (ص) أصحابه:
لقد تحدثنا فيما سبق حينما تكلمنا عن سر إرسال المهاجرين في الغزوات، ولسوف، نتحدث فيما يأتي في غزوة أحد في فصل: قبل نشوب الحرب إن شاء الله تعالى، عن موضوع استشارة النبي (ص) لأصحابه بما فيه الكفاية.
ولكننا نكتفي هنا بالإشارة إلى أنه قد كان من الضروري أن يستشير " صلى الله عليه وآله " أصحابه في حرب بدر التي كانت حربا مصيرية، سوف يتقرر على أساس نتائجها مصير الايمان والشرك في المنطقة في المستقبل المنظور على الأقل، بل ومطلقا كما أشار إليه (ص) في دعائه:
" اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد ".
وواضح أنه " صلى الله عليه وآله " لم يكن بحاجة إلى رأيهم، وإنما هو يستشيرهم لانهم هم الذين سوف يتحملون أعباء الحرب، ويعانون من نتائجها، على مختلف الأصعدة.
ثم إنه يستخرج بذلك دخائل نفوسهم، ويتميز المنافق من المؤمن، والجبان من الشجاع، والذي يفكر في مصلحة نفسه من الذي يفكر من منطلق التكليف الشرعي، ويعرف أيضا الذكي من الغبي، والعدو من الولي، والضعيف من القوي إلى غير ذلك مما هو ظاهر لا يخفى.