وقبل أن نمضي في الحديث لا بأس بأن نتوقف قليلا لنلقي نظرة، ولنتأمل في الدوافع التي دعت النبي الأعظم " صلى الله عليه وآله وسلم " إلى تكثير زوجاته، فنقول:
الاتهام الباطل:
قد يحلو لبعض المغرضين والحاقدين: أن يسجل على رسول الاسلام الأعظم (ص) ملاحظة غير واقعية، تتلخص في أنه (ص) إنما تزوج عدة نساء استجابة لرغبة جنسية جامحة، كان يعاني منها.
ولكننا، إذ درسنا هذه الناحية بعمق ووعي، فإننا نخرج بنتيجة حاسمة تعطينا: أن هذا الكلام محض خيال زائف، ليس له منطق يساعده، ولا دليل يعتمد عليه، وذلك بملاحظة ما يلي:
1 - إن حب الرجل للمرأة، وإن كان أمرا طبيعيا، ولقد كان النبي (ص) رجلا إنسانا، فطبيعي أن يميل إلى المرأة، ويشعر بالمتعة معها.
ولكن أول ما يطالعنا في هذا المجال في حياته (ص) هو أننا نلاحظ: أن أكثر زوجاته (ص) كن ثيبات: إما مطلقات، أو ترملن من أزواجهن قبله (ص).
فلو كان (ص) يهتم بأمور الجنس، لكان باستطاعته أن يتزوج خيرة الفتيات الابكار، ولوجد أولياءهن يفتخرون بمصاهرته لهم. وهو الذي حث وحبذ وأثنى على الزواج بالابكار، ورغب فيه بشكل واضح وملموس.
2 - إنه (ص) وهو في مكة بقي 25 سنة مع زوجته خديجة، المرأة الوفية، التي كانت تكبره سنا، كما يقولون.
ولم يتزوج عليها في حياتها أحدا، مع أن تعدد الزوجات كان مألوفا لدى الناس آنئذ.