(ص): بأن مسيرهم بعد نجاة عيرهم كان بغيا منهم وعدوانا. وبذلت محاولة للاتفاق على الرجوع، لكن أبا جهل أبى ذلك، وقال:
" لا، واللات والعزى، حتى نقحم عليهم بيثرب، ونأخذهم أسارى، فندخلهم مكة، وتتسامع العرب بذلك، ولا يقوم بيننا وبين متجرنا أحد نكرهه " (1).
ورجع بنو زهرة حينئذ بإشارة الأخنس بن شريق، كما تقدم.
مواقع الجيشين:
وسبق المشركون إلى بدر، فنزلوا في العدوة القصوى، في جانب الوادي مما يلي مكة، حيث الماء، وكانت العير خلف المشركين (2). قال تعالى: (والركب أسفل منكم). ومحل نزولهم كان صلبا. ونزل المسلمون في العدوة الدنيا، أي جانب الوادي مما يلي المدينة، حيث لا ماء، وحيث الأرض رخوة، لا تستقر عليها قدم، مما يعني أن منزل المسلمين كان من وجهة نظر عسكرية غير مناسب.
ولكن الله أيد عباده ونصرهم على عدوهم، وجاء المطر ليلا على المشركين، فأوحلت أرضهم، وعلى المسلمين، فلبدها، وجعلها صلبة، وجعلوا الماء في الحياض. (3)