نصف قتلى المشركين في بدر؟ وشارك في النصف الآخر كما سنرى؟
ويكون قوله (ع) ذلك نظير أن يقول شخص مثلا: إننا في بلادنا نأكل كذا، أو نلبس أو نصنع الشئ الفلاني. مع أن هذا القائل لم يأكل، أو لم يلبس، أولم يصنع ذلك الشئ شخصيا أبدا.
المبارزة:
وكان أول من برز للقتال عتبة، وشيبة، والوليد، فبرز إليهم ثلاثة من الأنصار، فقالوا لهم: ارجعوا، فإنا لسنا إياكم نريد، إنما نريد الأكفاء من قريش، فأرجعهم النبي (ص)، وبدأ بأهل بيته، لأنه كره أن تكون البدأة بالأنصار (1)، وندب عبيدة بن الحارث، وحمزة، وعليا، قائلا: " قم يا عبيدة، قم يا عم، قم يا علي، فاطلبوا بحقكم الذي جعله الله لكم إلخ... ".
فسأل عتبة عنهم، فأخبروه عن أنفسهم، وسأل شيبة عن حمزة، فقال له: أنا حمزة بن عبد المطلب، أسد الله وأسد رسوله. فقال شيبة: قد لقيت أسد الحلفاء، فانظر كيف تكون صولتك يا أسد الله.
فقتل علي (ع) الوليد، وجاء فوجد حمزة معتنقا شيبة، بعد أن تثلمت في أيديهما السيوف، فقال: يا عم طأطئ رأسك، وكان حمزة طويلا، فأدخل رأسه في صدر شيبة، فاعترضه علي بالسيف فطير نصفه (أي نصف رأسه). وكان عتبة قد قطع رجل عبيدة، وفلق عبيدة هامته، فجاء علي فأجهز على عتبة أيضا.
فيكون أمير المؤمنين (ع) قد شرك في قتل الثلاثة (2).