لقد كان لا بد لعروة من إنكار: أنه كان يتنقص فاطمة، ولو بأن يجعل المسؤولية تتوجه إلى عائشة نفسها، لان تنقص فاطمة " عليها السلام " علنا، معناه الكفر الصريح، وتكذيب القرآن ولم يكن ذلك مقبولا، ولا مستساغا عند عامة المسلمين، رغم الدعايات الواسعة التي حاولت الحط من كرامة وشأن أهل البيت، وتعظيم ورفع أعدائهم ومناوئيهم.
ولا نريد أن نزيد هنا شيئا على موقف السجاد " عليه السلام "، فإنه قد أوضح لنا بما لا مجال معه للشك المرمى والهدف من روايتهم تلك.
وقام " عليه السلام " ليؤدي رسالته في نصرة الحق وأهله.
مع الطحاوي في تمحلاته:
ولكن ما يلفت نظرنا هنا هو: أن الطحاوي يحاول أن يؤكد على صحة ما كذبه الإمام السجاد " عليه السلام "، وأن يجد له التأوبل والمخرج، حتى لقد حكم بأن تفضيل زينب على سائر بناته (ص) إنما هو حينما كانت فاطمة " عليها السلام " صغيرة، ولم تكن بهذه المنزلة، ثم وفقت فاطمة إلى الأعمال الصالحة، وما وهب لها من الذرية، فصارت أفضل (1).
ونقول: إن ما نعرفه: هو أن فاطمة إنما فضلت على نساء العالمين بنفسها، وبعملها، وجهادها هي، لا بما وهب لها من الذرية، فإن مجرد أن يكون للانسان ذرية صالحة لا يجعل له امتيازا، ما لم يكن هو بنفسه شريفا وكريما وفاضلا، فإن أكرمكم عند الله أتقاكم.