من ذنب غيره، يبرر أن يتصرف تجاهه بهذا النحو.
ونقول: إن الامر وإن كان كذلك إلا أن النبي (ص) وعدله إنما يقتضيان أن يعامل العباس كغيره من الاسرى ولا يفسح أي مجال للايراد والاشكال. ولذلك نرى أنه لما قال له العباس إنه خرج مستكرها، قال له النبي: " أما ظاهر أمرك فقد كنت علينا " كما سيأتي عن قريب.
والظاهر: أن مكان العباس كان قريبا من النبي (ص)، فمنعه أنينه من الراحة، لا أنه كان يعطف عليه خاصة دون غيره من الاسرى.
فداء العباس واسلامه:
وغنم المسلمون من العباس عشرين أو أربعين أوقية ذهبا - والأوقية أربعون مثقالا - فطلب أن تحسب من فدائه. فقال (ص): فأما بشئ خرجت تستعين به علينا، فلا نتركه لك.
قالوا: وذلك لأنه خرج بها ليطعم بها المشركين (1).
وأمره (ص) بمفاداة نفسه، وعقيلا، ونوفلا ابني أخيه، فأنكر أن يكون له مال.
فقال له (ص): أعط ما خلفته عند أم الفضل، فقلت لها: إن أصابني شئ، فأنفقيه على نفسك وولدك. فسأله من أخبره بهذا، فلما عرف أنه جبرئيل قال: محلوفة، ما علم بهذا أحد إلا أنا وهي، أشهد أنك رسول الله.
فرجع الأسارى كلهم مشركين، إلا العباس وعقيلا ونوفلا كرم الله وجوههم، وفيهم نزلت هذه الآية.
(قل لمن في أيديكم من الاسرى: إن يعلم الله في قلوبكم خيرا،