فنلاحظ أنه لا فرق بين هذه الرواية، وبين ما روي بالنسبة لعثمان.
فأي الروايتين قد حرفت وغيرت لصالح الرواية الأخرى، وأبدلت الشخصيات فيها لصالح الآخرين؟!
وإننا بعد أن قدمنا ما في رواية عثمان من الاشكال، وبعد أن كان ثمة جهاز يهتم بوضع الفضائل لشيخ بني أمية، حتى ليكتب معاوية إلى الآفاق في ذلك، فإننا نرجح أن رواية أبي أمامة هي التي أغار محترفوا التحريف والتزوير عليها، ليعوضوا عثمان عما فاته من شرف حضور حرب بدر، وليذهبوا بالسمعة السيئة التي أثارها موقفه من رقية، التي ماتت من جراء ما صنعه بها. ثم قارف ليلة وفاتها، ولم يرع لها، ولا لمن رباها ولا لولي نعمتها حرمة، ولا إلا ولا ذمة.
ولكن يبقى إشكال إعطاء النبي (ص) سهما من الغنائم لغير علي (ع) كما في حديث المناشدة السابق. إلا أن يقال: إن النبي (ص) قد أعطاه من الخمس الذي كان رده (ص) عليهم، كما قدمنا.
أو أنه " عليه السلام " قد ناشد الحاضرين ومنهم عثمان بذلك، فكلامه صحيح بالنسبة إليهم، أما غيرهم، كجعفر رحمه الله، فليس في كلامه " عليه السلام " ما يثبت ذلك أو ينفيه عنه، كما تقدم.
قتل أسيرين:
وقد أسر (ص) من المشركين سبعون رجلا كما تقدم، وقيل: واحد وسبعون رجلا (1) وتحرك (ص) نحو المدينة، فلما بلغ الصفراء أمر أمير المؤمنين عليا " عليه السلام " بأن يضرب عنق أسيرين هما: عقبة بن أبي معيط، ذو السوابق السيئة المعروفة مع المسلمين والنبي (ص) في مكة،