ولكننا لا ندري ما تقول أم المؤمنين في قولهم المعروف: " كان أبو بكر شاعرا، وكان عمر شاعرا، وكان علي أشعر الثلاثة " (1).
بل ذكر البعض: أن الخلفاء الأربعة كانوا أشعر الصحابة، وكان أبو بكر أشعر الخلفاء، وقد جمع البعض له ديوانا تعجز عن تقريضه أفواه المحابر، وألسنة الأقلام، رتبه على حروف المعجم (2).
ويعلق العلامة الأميني على تعليق الحكيم الترمذي على حديث شرب أبي بكر للخمر بقوله: " هو مما تنكر القلوب " (3). فيقول: " فكأن الترمذي وجد الحديث دائرا سائرا في الألسن، غير أنه رأى القلوب تنكره " (4).
كما أن العسقلاني قد حذا حذو الترمذي، فإنه بعد أن ذكر أن ابن مردويه يذكر أبا بكر وعمر في من شرب الخمر في بيت أبي طلحة قال:
" وهو منكر، مع نظافة سنده، وما أظنه إلا غلطا " (5).
ثم إنه بعد ذكره لقضية: " تحيي أم بكر بالسلام " قال: " وأبو بكر هذا يقال له: ابن شغوب، فظن بعضهم أنه أبو بكر الصديق، وليس كذلك.
ولكن قرينة ذكر عمر تدل على عدم الغلط في وصف الصديق، فحصلنا على تسمية عشرة " (6).